بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله صحبه وسلم ومن لآثاره اقتفى ، فاستجاب لنداء الإيمان وبعهد الله وفى ، وسلم تسليما كثيرا موفى .
أما بعد :هذه نصيحة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ممن تبلغه من أهل مصر الرشيد منهم والعنيد ، السهل والشديد ،فأقول ومن الله التوفيق والتسديد .
الحمد لله ، لقد بين علماؤنا السلفيون الأجلاء - رحم الله الأموات منهم وحفظ لنا الأحياء – حكم المظاهرات والاعتصامات والانتخابات وأنها كلها وسائل غير شرعية ، ما لبت على المسلمين إلا الدمار والعار ، وهي من عمل الكفار وليست من عمل أهل الإسلام ،فهذه فتواهم وصرخاتهم منثورة ومنتشرة عبر وسائل الإعلام الكثيرة ..المكتوب منها والمسموع والمرئي .
كما بينوا بوضوح عدم جواز الخروج على الحاكم المسلم بأي شكل من أشكال الخروج سواء باللسان أو السنان مهما جار وحار إلا أن تروا منه كفرا بواحا صريحا لكم من الله عليه برهان وبيان ، ولكم القدرة على تنحيته وإزالته دون حدوث فتنة أو إضرار ، أو إراقة الدماء وتخريب الدار ، ودون انتهاك الأعراض والأموال مع الخوف من الله ذي الجلال ..
أما إن فقد شرط من هذه الشروط فلا يجوز بحال .
وبناء على كلامهم وبيانهم أنصح لأخواني طلاب العلم وغيرهم من العقلاء : أن يرجعوا إلى العلماء الفضلاء وأن ينشروا فتواهم وأقوالهم وتحذيراتهم التي تبين حكم هذه الأعمال التخريبية والفوضوية المبنية على العنف والانتقام واللاشرعية والتي تجلب عليهم الدمار والعار ، والمعيشة الضنك وغلاء الأسعار .
ثانيا : أقول : يا شعب مصر المسلم ، يا شعب مصر المسلم ، العاقل هو من يعتبر بغيره ، ولا يجعل من نفسه عبرة لغيره بالفتن والمحن والآلام والإحن ..
يا شعب مصر المسلم العاقل من اتعظ بغيره ولم يُتعظ به ، يا شعب مصر الأبي لا تدفع بنفسك إلى الدمار والخزي والعار ، أليس لكم العبرة في الواقع هذه سورية أمامكم ، وتلك هي ليبيا الجريحة لم يتوقف فيها نزيف الجرح العميق ، بسبب الربيع الغربي الذي جاء بالتفريق فدب إلينا يحمل داء التحليق ، ألم تسمعوا عما جرى في الجزائر في العشرية السوداء عشرية الدماء..
يا شعب مصر المسلم لا تخربوا بيوتكم بأيديكم ، ولا تقتلوا أنفسكم بسفك دمائكم المحرمة عليكم ..واتقوا الله ، وأصلحوا أنفسكم وذات بينكم ، ولا تجعلوا من أنفسكم أضحوكة الأعداء ، والخصوم الألداء ، فقد كنتم دوما مفخرة الأمة ومضرب الأمثال مصر أم الدنيا ، فلا تجعلوا منها أم الفرقة والدمار والخزي والعار .يا شعب مصر بناء الأمم العظيمة لا يتم بالهدم والخراب والدم ، في سبيل الكروش وسياسة العروش ..
يا شعب مصر المسلم البناء يتم بالتعاون على البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان .يا شعب مصر ناشدتم التغيير فجاءكم التغيير ، فلا تستعجلوا التغيير فتذوقوا ذل التغيير طول دهركم فتكونوا كما قال الله تعالى :{كلما جاءت أمة لعنت أختها } فكلما طلع حاكم ولم يعجب طائفة من المعارضين إلا وسعى لأزالته وإسقاطه بعد انتخابه مباشرة...
وهكذا تبقى مصر في الفوضى غير متناهية ، لا هي للبناء تقدمت ولا للظلم والفقر كسرت ، ولا لشعبها كانت أمًا فأحسنت .
يا شعب مصر ، أيها العقلاء ، أيها الفضلاء إن قتل مصري مسلم دون حق قضية كبيرة وفتنة خطيرة ، ومن منكم يرضى أن يقتل أباه أو أخاه أو ابنه ، ومن منكم يحب أن يرى شوارع مصر تجري بدماء المصريين ، ومن منكم يحب أن يرى نهر النيل ملوثا بالدماء والجثث ، فلا تسفكوا دماء إخوانكم كما لا تحبون ذلك لأنفسكم ، ولا تدفعوا بأنفسكم إلى ميادين الفتنة واصبروا فإن النصر مع الصبر ، وإن السياسة في الكياسة ، وإن العيش الرغد في التعاون على البر والتقوى ، وإن الحياة السعيدة في ظل الإيمان والأمن .
يا شعب مصر احمدوا الله أنكم خرجتم من هذه الثورة التي مرت بكم بأقل وأخف الأضرار ، وانظروا ما فعله القذافي وبشار ، خذوا العبرة واتركوا العناد والإصرار واشكروا الله على أن منّ عليكم بحاكم مسلم واليا على الديار، فمدوا أيديكم إليه واجتمعوا عليه ، واحذروا على أمتكم الأشرار ، ولا تغتروا بالعواطف الزائفة والشعارات البراقة فليس كل ما يلمع ذهبا ، والذهب ذهب ولو بقي في التراب السنين الطويلة ..
فالأمن والإيمان ، والعدل والإحسان ، فهذه الأمور لا تقدر بأغلى الأثمان .وارجعوا إلى ربكم ودينكم تجدون الحلول لمشاكلكم فالدين الصحيح يحل جميع المشاكل التي تعتري الإنسان في كل زمان ومكان .
يا شعب مصر ، الحذر ، الحذر فإياك اعني وافهم يا جارة ...
وكتب :
أبو بكر يوسف لعويسي
بتأريخ 21/08/1434هـ
الموافق ل/ 30/06/2013م